مُختصر المُختصر
يأخذنا الصحفي الأمريكي مايكل وولف في كتابه "نارٌ وغضب: البيت الأبيض في عهدِ ترامب" إلى كواليس البيت الأبيض خلال السنة الأولى من حكم دونالد ترامب، موثقًا فوضى الحكم، وانقسامات فريقه، والقرارات المرتجلة التي صدمت الداخل والخارج.
يبدأ الكتاب من لحظة إعلان ترامب ترشحه، إلى فوزه المفاجئ الذي لم يتوقعه حتى أقرب الناس إليه، حيث كان فريقه يُخطط لما بعد الهزيمة، لا لتولّي السلطة. الصدمة لم تكن فقط في النتائج، بل في عدم استعداد ترامب نفسيًا ولا سياسيًا للرئاسة.
يُظهر وولف كيف أن الإدارة كانت تعاني من فوضى داخلية وصراعات شخصية، خاصة بين جناحين متنافسين: ستيف بانون اليميني الشعبوي، و"جارفانكا" (جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب) أصحاب الرؤية الأكثر انفتاحًا. كل طرف كان يسعى للتأثير على الرئيس، الذي كان يُعرف عنه أنه يقتنع بآخر من يتحدث إليه.
من أبرز ما يكشفه الكتاب هو استغلال ترامب للأوامر التنفيذية في أولى أيام حكمه لفرض سيطرته، مثل قرار حظر السفر على مواطني دول ذات غالبية مسلمة، والذي أثار احتجاجات داخل أمريكا وخارجها.
كما يتناول الكتاب ملف التدخل الروسي في الانتخابات، وسلسلة الأحداث التي قادت إلى إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، وتعيين المحقق الخاص روبرت مولر.
واحدة من أكثر النقاط المثيرة هي صورة ترامب كشخص لا يقرأ، ولا يحب التعمق في التفاصيل، بل يعتمد على حدسه والانطباعات السريعة، ويتأثر كثيرًا بما يراه على التلفاز.
الكتاب يقدم شهادة داخلية من موظفين عاشوا داخل البيت الأبيض، ويكشف الكثير من السلوكيات والتفاعلات التي جعلت فترة ترامب الأولى مثيرة للقلق والجدل.